الاصلاح يبني اقتصاده الخاص مستفيدا من تكدس السيولة في مأرب و الوديعة ويعيق مسارات الحل لاستثمار المال العام الذي يديره في مناطق سيطرته
يمنات – خاص
أعتبر محافظ مأرب، سلطان العرادة، قرار هادي بنقل البنك المركزي إلى عدن، كذبة كبيرة.
و يرفض العرادة المنتمي للتجمع اليمني للإصلاح، توريد ايرادات الغاز و النفط من مأرب إلى البنك المركزي بعدن، بعد قرار نقل البنك، فيما أصدر نائب رئيس حكومة هادي وزير الخدمة المدنية، عبد العزيز جباري، قرارا بمنع توريد ايرادات الغاز المنزلي إلى صنعاء و فتح لها حسابات في فرع البنك المركزي بمأرب.
و عقب قرار هادي بنقل البنك المركزي رفضت مصفاة صافر توريد ايرادات المصفاة إلى البنك المركزي بـ”عدن”.
سيولة مكدسة
و يدير العرادة و قيادات من حزب الاصلاح، محافظة مأرب، و يتواجد فيها عدد من أعضاء حكومة هادي الذين رفضوا العودة من الرياض إلى عدن، و اتجهوا إلى مأرب، بينهم عبد العزيز جباري، نائب رئيس الحكومة وزير الخدمة المدنية و الذي بات يصدر قرارات باسم الحكومة، تخدم اجندات الاصلاح.
و تقول مصادر مصرفية إن أكثر من 225 مليار ريال ترفض سلطات مأرب نقلها إلى صنعاء، في ظل أزمة السيولة الخانقة، و هذه المبالغ خاصة بإيرادات مصفاة مأرب.
و حسب هذه المصادر، هناك مبالغ أخرى مكدسة في مأرب، ترفض السلطات الموالية للتحالف السعودي نقلها إلى صنعاء أيضا.
و تتحدث المصادر عن استئجار فروع البنوك في مأرب لمبنيين و هنجر لتخزين العملة المحلية التي يرفض العرادة و قيادات الاصلاح نقلها إلى صنعاء لتأخذ دورتها النقدية، و تخفف من أزمة السيولة.
المصادر تفيد بأن قيادات تجمع الاصلاح هي من باتت تدير مأرب عبر سلطان العرادة، و أن هذه القيادات تقوم بالاشراف على تكوين شبكة اقتصادية خاصة بالحزب، مستفيدة من موارد النفط و الغاز و السيولة المتواجدة في المحافظة و التي تصر على رفض توريدها إلى صنعاء أو عدن.
اقتصاد الجماعة
و تؤكد المصادر أن الاصلاح (اخوان اليمن) يقوم بإنشاء شبكة اقتصادية، يهيمن عليها نافذيه عبر دعم العشرات من التجار الصغار الموالين للحزب، عن طريق منحهم تسهيلات مالية على شكل قروض قصيرة الأجل، مستفيدين من السيولة المالية التي تم تكديسها في مأرب، فضلا عن المتاجرة بالمشتقات النفطية في السوق السوداء، و التي تتم عبر تجار محسوبين على الإصلاح.
و أوضحت أن بعض التجار الصغار الذين جلبهم الاصلاح من كوادره من عدة محافظات باتوا تجار كبار في المشتقات النفطية بالسوق السوداء، و لهم وكلاء في عدد من المحافظات.
و أكدت أن كثير من محطات الغاز و النفط التي استحدثت مؤخرا و بشكل مخالف للقانون في عدد من شوارع و أحياء العاصمة صنعاء و مدن أخرى و على امتداد الطرقات و تبيع بأسعار السوق السوداء. منوهة إلى أن كثير من هذه المحطات تتبع تجار مشتقات نفطية في محافظة مأرب، مرتبطون بتجمع الاصلاح.
و كشفت المصادر، أن معظم التجار الصغار الذين نقلهم الاصلاح من عدة محافظات إلى مأرب لإنشاء شبكة اقتصادية موازية تتبع الحزب، هم من القيادات الوسطية للحزب، و يتبعون نافذين في الحزب، و يتم منحهم التسهيلات مقابل توريد نسب محددة من الفوائد يتم الاتفاق عليها مسبقا، تذهب إلى صندوق خاص تابع للحزب يديره نافذين قبليين و سياسيين و رجال دين.
اعاقة المسار السياسي لخدمة اقتصاد الجماعة
و يرى مراقبون أن سبب خرق مليشيات الاصلاح في مأرب و تعز لأي هدنة أو اتفاق و رفض قيادات الحزب للهدن و ايقاف اطلاق النار و مطالبتهم بالحسم، هدفه الأول استمرار الحرب بما يمنحهم مدة زمنية أطول لاستثمار موارد الدولة في بناء اقتصادهم الخاص، و استمرار العبث بالمال العام.
و اعتبروا أن الاصلاح نجح في شق حكومة هادي و سيطر على جزء من قرارها عبر استمالة عبد العزيز جباري، الذي بات مقربا من الحزب، و يحظى بتسهيلات كبيرة، ما سهل للحزب استصدار قرارات باسم حكومة هادي تخدم اجندته، كان أخر تلك القرارات، منع توريد قيمة الغاز المنزلي إلى صنعاء.
منفذ الوديعة
و فيما يسيطر العرادة و قيادات اصلاحية على ايرادات مأرب، يسيطر هاشم الأحمر على ايرادات منفذ الوديعة الحدودي في مأرب، و التي يقدر اقتصاديون إيراداته بملياري ريال شهريا.
و رفض الأحمر توجيهات حكومة هادي بتوريد ايرادات المنفذ إلى البنك المركزي بعدن، و رد عليها بأن ايرادات المنفذ يتم تحويلها للمجهود الحربي.
و تقول مصادر مطلعة على ما يدور في منفذ الوديعة الحدودي، إن الأحمر سخر كل شيء في المنفذ لخدمة الاجندات التي يعمل عليها.
سوق سوداء لبيع وشراء العملات
و أوضحت أن الأحمر استفاد من السيولة المالية في المنفذ في تكوين شبكة صرافين يعملون كسوق سوداء لصرف العملات في المنفذ، إلى جانب تشكيل شبكة من تجار السوق السوداء في المشتقات النفطية و السلع المهربة عبر الصحراء من الدول المجاورة.
و أكدت أن الأحمر دعم عدد من الأشخاص مستفيدا من المال العام، و حولهم خلال أقل من عام إلى تجار كبار باتوا يهربون المشتقات النفطية و سلع أخرى إلى مأرب و منها إلى محافظات أخرى، و يتم ادخال هذه السلع عبر السعودية و الامارات و عُمان عن طريق التهريب، الذي بات الأحمر يوفر له الحماية.
و بات الفساد هو المميز لمنفذ الوديعة، الذي بات القائمين عليه يهربون عبر المنفذ، مقابل مبالغ مالية يحصلون عليها من المهربين.
غسيل فساد
و تتوقع مصادر مطلعة ظهور خلافات بين ادارة المنفذ و هاشم الأحمر إلى العلن قريبا، خاصة بعد تزايد تدخلات الأحمر و المحسوبين عليه في عمل المنفذ و قيامهم بعمليات تهريب واضحة عبر المنفذ.
و أشارت أن مسئولي أمن المنفذ يقومون بتهريب الناقلات من مناطق مجاورة للمنفذ، تخضع لحمايتهم مقابل مبالغ مالية، فيما يتدخل أخرون في الافراج على بضائع و ناقلات تحجزها ادارة المنفذ.
و أشارت المصادر أنه في حال ظهر الخلاف إلى العلن فسيطفح جانب من غسيل الفساد الذي يمارس في المنفذ.
تجار السلاح
و يقول مصدر محلي إن شبكة تجار السلاح المنتشرة في محافظة مأرب، معظم تجارها مرتبطون بشخصيات نافذة عسكرية و قبلية و سياسية.
و أكد أنه من خلال تتبع علاقات و ارتباطات تجار السلاح في مأرب سيجد المتابع أن اغلبهم مرتبطون بقيادات اصلاحية كالعرادة و هاشم الأحمر و أمين العكيمي و غيرهم.
و أوضحت أن قيادات الإصلاح خزنت أسلحة و ذخائر من السلاح الذي قدمه التحالف السعودي لمقاومة مأرب، فيما لا تزال تستفيد من الأسلحة و الذخائر الخاصة بالمنطقة العسكرية الثالثة المسيطرين عليها.
و نوه إلى أن معظم الأسلحة و الذخائر التي تباع في مأرب، هي أسلحة خاصة بالجنود و المسلحين الفارين و القتلى و أخرى يتم نهبها من مخازن المنطقة الثالثة من قبل قيادات عسكرية أغلبها مرتبطة بنافذين في تجمع الاصلاح.